الخميس، 1 ديسمبر 2011

سجال النيل والفرات




سجال النيل والفرات

بين

( الشاعر العراقي عادل الدرة والأديبة  دينا نبيل )



سجلاّت النيل والفرات
عادل

الحب والحزن يزرعاني طوال الليل أسامره
أحاول أن أكتب قصيدة
تفر الحروف من شفتي
قلمي يغفو بين أصابعي يرفض الكتابة
أعانق مخدتي
أحكي لها
لعلني أرى حلما يفرحني
أشرع أبواب ذاكرتي لعلها تمر علي
يأخذني نوم عميق ويغلق كل الابواب


دينا

الأبوابُ تغلقُ دوني .الأبوابُ تغلقُ دوني ... حجرتي مظلمةٌ

أضُمُ وسادتي
تَضلُّ عيناي صفحتَها البيضاءَ وسطَ العَتمةِ
تحَسستُ شمعةً إلى جواري أريدُ إشعالَها
ولما التقطتُ وسادتي ....
إذا بها قد تَحجَّرتْ .. آلمتْ يدِي حَوَافُّها
سَقطتْ
أهْوَيتُ ألملمُ فُتَاتها
فَتَمَزقتْ بين  أشلائِها رُوحي



عادل

روحي حمامة..
تطير بين سماوات الحزن
وأرض الضياع
كلما لاحت لي أرض
تهللت روحي فرحا
لكن عندما تقصدها لاتجد الا محض سراب
إذن هكذا سأبقى
طائرا حتى تخوم النهاية

دينا



....النهاية
أغْلقتِ الكتابَ
خلعتْ نظارتَها
وراحتْ ترتبُ غُرتَها الفضيةَ
سقطتْ خصلةٌ في يدها...تنظرُ إليها وتضحكُ
لاحَ لها على الستارِ
وجهٌ يتماوجُ !
قفزتْ على قدميها .. وبخطواتٍ ثابتةٍ تسير
تمسكُ الستارَ .. فيتلاشى الوجهُ!
تألّقَ من خلفِ الستارِ صوتٌ لطالما اشْتاقتْ إليه
أزاحَتْه .. وفي السَّماءِ كانَ الوجهُ مبتوراً عن الجسدِ
يدعُوها في تَحْنانٍ :" تعالي .. تعالي ..!"




عادل
تعالي الى بحري
ضعي كفيك في كفي
نسافر آخر الدنيا نغني حبنا الابدي
بلا خوف من الماضي
ولا الآتي
غنانا سوف يطربهم ويرقصهم
وأدمعنا لنا من فرحة الحب
على الخدين تنهمل
وتشتبك




دينا


تَشْتَبِكُ .. وأُفَرِّقُهَا بأنامِلي
خُصْلاتُ شَعْرِكَ!!
أُريدُ أنْ أَهِيمَ فِي فَيرُوزتيكَ!
بَحرانِ يأخُذاني بِلا شُطآنٍ
زَورَقِي قديمٌ مُسْتَهامٌ
تُرَاقِصُهُ الأمواجُ ..فيَلّفُّ
وأضْحكُ
لكنّ .. الأمواجَ تَتَحَامقُ!
راحَتْ تَلطِمُني
" كُفِّي.. قد تَمَاديتِ!!"
أين كفُكَ الذي وَعَدتَ به ؟!
قد أخلفْتَ وَعْدَكَ
" لماذا ؟...لماذا ؟"



عادل

لماذا تصبح الدنيا ...
حلقات من فولاذ تضيق على أعناقنا؟؟
لماذا رونقها ينطفئ في العيون؟؟؟
لماذا تبدل الناس والنرجس والجلنار؟؟
هل هذه الدنيا منذ بدايتها؟
أم أنها تبدلت؟؟
أسئلة تتعبني


دينا


تُتْعِبُنِي أَسئلتُك!
يلجمني فُضُولُك!
كَما يَخْنُقُني عِطرُك
مئزرُ رُوحِك ما عادَ يَسَعُنِي
خَاتَمُكِ الفولاذيُ يَحبسُ الدمَ في إصبِعِي
عيناك العسليتان
شفتاكِ البللوريتان
جيدُك اللجينيُ
ما هي إلا .. ألوانٌ !!



عادل


ألوّن الفراغ بسوسنة
وأكتب رسالة للطير يوصلها
الى غمامة تائهة
لعلها تمطر سماء روحي الخاوية
فتعود

أزهاري التي ذبلت الى الزهو



دينا

بزهو تَرْفُلُ في فستانِها الهَفْهَافِ
بدلالٍ تَنثرُ بتلاتِ أزهارِها عليه
ينتَشِي لأريجِها فيُهدهِدها على راحتيه
تَكاثفَ الغيمُ
المطرُ يَهمي
تهدّلتِ البتلات وغاصتْ في أعماقِه
جلستْ على حافتِه تبكي زَهْرَاتِها
ذابتْ في دموعِها وراحت تجري إلى جَانِبه
وعند شطِ العربِ
الحبَّ والأملَ يزرعان!
******




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق